نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 168
وما تمليه عليهم مصالحهم ومصالح أجيالهم من بعدهم . وما يساعدهم على اللحاق بأقصى درجات التطور والتقدم العلمي والصناعي والحضاري الذي هو سمة العصر وآية الرقي . . . وفي النهاية تشكيل قوة متحدة متماسكة ، تستطيع أن تفرض إرادتها واحترامها ، وتبرز للعالم أصالة تراثها الديني والحضاري ، وتعطي للعالم زادا جديدا من الحضارة الروحية والخلقية الممتزجة في الوقت نفسه بالحضارة المادية . بعد أن يكونوا قد بلغوا الغاية في الوحدة الصافية ، وساروا في تيار واحد يجرف ما يعترضه من عوائق وحواجز . يعطي الخير والنماء للإسلام وأهله كما تعيد إليه ملامح صورته المشرفة ، ورسالته الحقة . ( وقل اعملوا فسيرى الله علمكم ورسوله والمؤمنون ) . لقد آن الأوان لأن نضع حدا لهذه الفرقة . . . التي أوجدها أعداء الله ، أعداء الإسلام ، وأصحاب الأهواء والأغراض والأطماع طول القرون الماضية . . . وشغلونا بأنفسنا ومعاشنا عن واجبنا المقدس نحو نصرة دين الله والتمكن له في الأرض . وأدخلونا في جدل عقيم ، وتسلطوا على مقدراتنا . وشوهوا كل مقوماتنا ونحن عاجزون عن صدهم ، مستسلمون لكيدهم . . ليس أمامنا من سبيل - والله - إلا الوحدة . . . الوحدة بكل أهدافها ومراميها وأغراضها السامية ليس من أجلنا فحسب ، ولكن من أجل البشرية جمعاء . وفي إعتقادي أن الوحدة تسبقها الوحدة الدينية ، والتعاطف المذهبي . . . تعطي المثل والقدوة . . . وترفع الراية . . . وحدة دينية هادئة ، تحمل المشعل وتضئ الطريق للوحدة السياسية ، وتضع
168
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 168