نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 101
وقد يكون من مسؤوليتنا الإسلامية إزاء مستقبل العمل الإسلامي وحاضره ، أن نهيئ للإسلام مثل هذه الأجواء ، لنضيف إلى التجارب التي نملكها في الحوار ، تجارب جديدة تغني الفكر كما تغني الأسلوب . . وتفسح المجال لحركة جديدة في اتجاه صنع الإنسان المسلم الذي لا يتحرك إلا من خلال الفكر ، ولا يبني قناعته إلا على أساس البحث العلمي المتزن بعيدا عن كل عوامل الإثارة وعن كل حساسيات التاريخ . * * * وربما كان للقاءات الشخصية الحميمة التي تبتعد عن الأجواء الرسمية القلقة التي تعرض على الإنسان أن يتقمص شخصية تختلف عن شخصيته الحقيقية فتبتعد به عن العفوية في تفكيره وأسلوبه ، وتحوله إلى شخصية معقدة تتكلم بما يوحي به الجو الرسمي ، لا بما توحي به الفطرة السليمة المتحركة أبدا من موقع المحبة ، ومن قاعدة البحث الواقعي عن الحقيقة . وربما كان لهذه اللقاءات التي تجمع العاملين في سبيل الإسلام ، والمفكرين له أكبر الأثر في تهيئة مثل هذه الأجواء الطيبة التي تعطينا مزيدا من الإيجابية والموضوعية لا سيما إذا استطعنا أن نجعلها تعبق بالروحية الإيمانية التي ترفرف في ظلال الله . . إننا نحسب أن مثل هذه اللقاءات تحولهم إلى إسلام يبحث عن نفسه فيما بين هذا الركام الهائل من المذاهب والعقائد والأفكار ، بدلا من أن يكونوا مفكرين يفلسفون له مفاهيمه ويفرضون عليه أفكارهم . . لأن الأجواء الحميمة تحطم الحواجز الذاتية التي تحول بين الإنسان وبين التحرك إلى قناعاته العفوية من خلال الحجة والدليل . . ليبقى الفكر وحده هو الذي يصول ويجول في الساحة الفكرية والروحية . وقد يكون من إيجابيات هذه اللقاءات بين المفكرين والعاملين أنها تخرج الكثيرين من أجواء اللا مبالاة الفكرية التي يواجهون بها التفاصيل الدقيقة
101
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 101