نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 324
هادياً للأمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وحافظاً لشريعته من الضياع والتحريف والزيف وكيد الحاقدين ، وقد بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم ، وأخذ صلى الله عليه وآله البيعة له عليه السلام من المسلمين آنذاك وباركوا هذا الجعل والبلاغ والتنصيب كما في مسند أحمد من حديث البراء بن عازب ، قال : « كنا مع رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في سفر ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تحت شجرتين ، فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال : ( ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ، قالوا : بلى ، قال : ( ألستم تعلمون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه ) ، قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » [1] ، وسيأتي البحث مستقلاً عن ذلك . والحاصل : أن البيعة ليست من طرق ثبوت الإمامة حتى تكون مبايعة شخص كابي سفيان للإمام علي عليه السلام تفيد في تعيينه كإمام للأمّة مفترض الطاعة ، وإنمّا هي من الأمور التي لا تثبت إلا بالجعل من الله تعالى ، ومن هنا رفض الإمام عليه السلام هذه البيعة ؛ إذ أنها لا تسمن ولا تغني من جوع . هذا مضافاً إلى الدوافع الحقيقية لأبي سفيان من وراء هذا العرض ، والتي لا تخفى على شخص كالإمام علي عليه السلام على ما عرف به من « فرط ذكائه » كما قال الدكتور السالوس ، حيث أراد أن يوقع الفتنة بين المسلمين فأفشل الإمام عليه السلام هذا المخطط .