نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 275
مرضي لأحد ؛ لكون الخلافة في قريش ولا تخرج منهم إلاّ بظلم ، وإما أن لا يبايعوا له فيكون الفساد ؛ لاختلاف الأمّة وانحراف عصبة مجاهدة منها عن جادة الصواب وهم الأنصار ، فلا يستطيع أحد أن ينكر دور الأنصار في نصرة الإسلام ومكانتهم المميزة بين المسلمين « ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل » [1] ، وأي فساد أعظم من انحراف هذه العصبة المجاهدة وأخذها حقاً ليس لها ؟ وقد كان الأجدر بالدكتور السالوس أن يأخذ بقول عمر « خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلاً منهم بعدنا ، فإما بايعناهم على مالا نرضى ، وإما نخالفهم فيكون فساد » ، لا أن يلقي الكلام الذي يحتمل وجوهاً فاسدة قطعاً باتفاق المسلمين ، فيشيع الهرج والقتل والفساد ، من خلال إيهام القارئ بلزوم قتل أي مسلم يخالف الحاكم الذي انعقدت له البيعة ، ويورد أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله تحتمل ذلك دون أن يشير إلى بيان علماء السنّة لتلك الأحاديث وتخريجهم لها ، حتى لا تصرف لوجوه باطلة « قال [ عمر ] إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذّرهم هؤلاء الذي يريدون أن يغصبوهم أمورهم ، قال عبد الرحمن : فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل ؛ فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة والسنة ، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكّنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : أما والله ، إن شاء الله لأقومّن بذلك أول مقام أقومه