نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 199
الدنيا راغباً في الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه أمينا لا يخاف في الله لومة لائم ، وإن تؤمروا علياً ، ولا أراكم فاعلين ، تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم » [1] وإنّ ما يفهم ممّا يريد أنّ يصل إليه السالوس هو إنّ الإمام علي عليه السلام برفض نصيحة العباس بشدّة ، باعتبارها تؤدي إلى ضياع الخلافة منهم إلى الأبد ، وذلك فيما لو جعلها رسول الله صلى الله عليه وآله في غيرهم ؛ ولذا قال الإمام علي عليه السلام مخاطباً العباس : « والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فمنعناها ، لا يعطيناها الناس أبداً ، فوالله لا أسأله أبداً » . ثم إنّ الإمام علي عليه السلام - كما يزعم الدكتور السالوس - قد حنث بهذا القسم ، وهذا ما أراد بيانه من خلال ما نقله عن الإمام عليّ عليه السلام عن مسند أحمد المتقدمة آنفاً [2] ، ومفادها أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يُسأل عن الخليفة من بعده ، فيرشح صلى الله عليه وآله للخلافة من بعده ثلاثة ، هم : أبو بكر وعمر وعلي عليه السلام على التوالي ، حيث يصف صلى الله عليه وآله الأول بالأمانة والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ، والثاني بالأمانة والقوة في ذات الله تعالى ، والثالث بالهادي المهدي الذي يأخذ بالمسلمين الطريق المستقيم ، لكنه صلى الله عليه وآله يخبر بأنّهم لن يختاروا الثالث - يعني الإمام علي عليه السلام - أبداً . ثم بعد يخلص إلى نتيجة مفادها أنّ التفكير في الإمامة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يكن حينئذٍ أي خلاف بين المسلمين حولها ؛ لأنه ما كان للخلاف أن يقع بين المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرهم ، وإنّما الخلاف نشأ
[1] مع الاثني عشرية في الأصول والفروع ، ج 1 ، ص 25 . [2] المصدر نفسه ، ج 1 ، ص 25 .
199
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 199