نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 158
دائماً وبالذات ، أي عصمتها ، وأنّها لا يمكن أن تجتمع بأي شكل من الأشكال على الباطل ، وهو باطل . وجه البطلان : لقد ثبت بالوجدان والبرهان أنّ الأمّة قد أخطأت في اختيارها لأمور كثيرة ، من قبيل الأمور التي أخبر عنها الحقّ تبارك وتعالى * ( وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) * [1] ، * ( لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) * [2] ، ومن قبيل أخباره تعالى على حال الانقلاب الذي يحصل بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله * ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ ) * [3] ، ولا نريد أن نسهب بنقل الشواهد التاريخية التي دلت على خطأ الأمّة بشكل فاضح ، كقتل الإمام الحسين عليه السلام بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكواقعة الحرة التي انتهك فيها مسجد النبي صلى الله عليه وآله وحرمة أصحاب بدر و . . . ، فهذا يكشف عن عدم عصمتها وعلمها بعواقب الأمور وبواطن الأشياء . والنتيجة : إنّ بطلان اختيار الأمّة يثبت اختيار الله تعالى ؛ لعلمه بعواقب الأمور وبواطن الأشياء ، وحقانية ما بلّغه رسوله صلى الله عليه وآله . وبعبارة قرآنية : أنّ علم الله تعالى بالغيب مطلقاً - وما علمه الرسول صلى الله عليه وآله من الغيب فبالأنباء والوحي منه تعالى * ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) * [4] ، ولقوله تعالى : * ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ