ثالثاً : مساعي الإمام علي عليه السلام في إخماد فتنة عثمان نابعة من الشعور بالمسؤولية لقد كان موقف الإمام عليه السلام في تلك الفتنة موقفاً نابعاً من الشعور بالمسؤولية من أجل الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية ، وقد « بذل الإمام علي كل ما استطاع في سبيل إخمادها » [1] ؛ لأنّه عليه السلام كان لهذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله الأب الروحي ، فقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : « أنا وأنت أبوا هذه الأمة » [2] ، قال الآلوسي : « أنّه عليه الصلاة والسلام قال لعلي كرم الله تعالى وجهه : ( أنا وأنت أبوا هذه الأمة ) ، وإلى هذا أشار صلى الله تعالى عليه [ وآله ] وسلم بقوله : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) » [3] ، وقد صحح حديث السبب والنسب الحاكم في مستدركه ، قال : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » [4] ، وأيضاً الهيثمي في مجمعه ، قال : « رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح » [5] .
وقد تواترت الأخبار على تكذيب ما زعمه المبتدعون من معونة الإمام عليه السلام على قتل عثمان ، قال الحاكم : « فأمّا الذي ادعته المبتدعة من معونة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على قتله [ عثمان ] فإنه كذب وزور ؛ فقد تواترت الأخبار بخلافه » [6] .

[1] المصدر السابق ، ج 1 ، ص 33 .
[2] تفسير الآلوسي ، ج 22 ، ص 22 .
[3] تفسير الآلوسي ، ج 22 ، ص 22 - 23 .
[4] المستدرك على الصحيحين ، ج 3 ، ص 142 .
[5] مجمع الزوائد ، ج 4 ، ص 272 .
[6] المستدرك على الصحيحين ، ج 3 ، ص 103 .

393