نام کتاب : مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب نویسنده : أبو محمد الخاقاني جلد : 1 صفحه : 60
تجرهم إلى أبشع أنواع الخصام . إن القول بأن هذا الحديث مفترى على رسول الله أولى من نسبة الخطأ إلى رسول الله وإلى أهل الجنة المشهود لهم بالجنة وتعمدهم على محاربة شريكهم وخدينهم فيها . إن رسول الله كأن يقول : كما يرويه الطرفان ستكثر علي القالة . لم لا يكون هذا الحديث من افتراء القالة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشواهد ذلك واضحة . إن الآية التي ذكرها الخطيب في هذا الباب وهي " أشداء على الكفار رحماء بينهم " إرادته بذلك أن يثبت التصافي بينهم والتآخي ، يكذبه الواقع وتكذبه الحروب ، ويكذبه النزاع والجدال ، فما المراد من الآية ؟ المراد من الآية هو الأمر وليس الأخبار . ولو حملنا الآية على الأخبار لوقعنا في خطأ شنيع وأعوذ بالله من احتمال ذلك في القرآن الكريم . إن أمر الخطيب وزمرته عجيب وغريب ، فإنه يكفر الشيعة لأنهم يقولون هذا الحديث غير وارد عن رسول الله . ولازمه أن راويه كاذب أو مشتبه . وتكذيب الراوي لا يستلزم تكفيرا ولا تفسيقا . ولكنه يصر على تصحيح عمل المتخاصمين في القضية الواحدة . بل وحتى المتحاربين والمتقاتلين على الشئ الواحد . ومن المسلم إن الخصمين يمكن أن يكون أحدهما مخطأ والآخر مصيبا ، ويمكن أن يكون كلاهما مخطئين . ولا يمكن أن يكون كلاهما مصيبين .
60
نام کتاب : مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب نویسنده : أبو محمد الخاقاني جلد : 1 صفحه : 60