نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48
يؤمر وأنه : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) [1] . ومن الشواهد على ذلك ، ما رواه الترمذي وحسنه ، عن جابر بن عبد الله قال : " دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه - أي كلمه سرا - فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ما انتجيته ولكن الله انتجاه . . . [2] . وعن ميمون عن زيد بن أرقم قال : " كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، قال : فتكلم في ذلك الناس ، قال : فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب ، إلا باب علي ، وقال فيه قائلكم ، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشئ فاتبعته . . . [3] . وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما يخص الإمام عليا عليه السلام بموقف - دون سواه - يصرح ويبين للأمة أن ذلك إنما هو بأمر من الله تعالى . وقد حدث ذلك في إرسال الإمام علي عليه السلام لتبليغ سورة براءة بدلا من أبي بكر ، وحدث ذلك يوم المناجاة في الطائف ، وحدث ذلك يوم الغدير ، إلى غير ذلك من الوقائع . ومما يلاحظ أيضا أن المواقف الحاسمة في تاريخ الإسلام ، وفي حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، بما فيها ما يتصل بحماية
[1] النجم 53 : 3 - 4 . [2] سنن الترمذي 5 : 597 . والبداية والنهاية ، لابن كثير 7 : 369 . والتاج الجامع للأصول 3 : 336 . [3] مسند الإمام أحمد 4 : 369 . وتاريخ ابن كثير 7 : 355 .
48
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 48