نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 145
يرضاه " [1] . أقول : ما يقول هؤلاء المفترون على الشيعة عن تفسير الزجاج لقوله تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) [2] قال : " وهو عز وجل قد علم قبل خلقهم المجاهدين منهم والصابرين ، ولكنه أراد العلم الذي يقع به الجزاء ، لأنه إنما يجازيهم على أعمالهم . فتأويله : حتى يعلم المجاهدين علم شهادة ، وقد علم عز وجل الغيب ، ولكن الجزاء بالثواب والعقاب يقع على علم الشهادة " [3] . ولا يخفى على من له أدنى فهم بأن الزجاج أراد بهذا : أن لله عز وجل علمين : علم غيب : وهو العلم الذي أحاط بكل شئ في هذا الكون من الذرة إلى المجرة وإلى آخر الأبد ، وهو ما تقوله الشيعة برمتهم . وعلم شهادة : وهو بمعنى علم حضور ، وهذا العلم يكون بمرحلة لاحقة على الأول ، فهو يريد في تأويله : حتى نعلم جهادكم موجودا فعلا فنجازيكم عليه ، مع علمنا به قبل أن نخلقكم ، لأن الجهاد كان موجودا في علم الغيب ، وأما بعلم الشهادة فلا ، لانتفاء موضوعه أصلا ، لتعلقه بمعدوم ، وإنما يكون العلم به حضوريا بعد حصوله ، فلا جرم أن يقال إذن لهذا النوع من العلم أنه يظهر لله عز وجل لا عن جهل بل عن علم تام .
[1] أوائل المقالات ، للشيخ المفيد : 92 - 93 . [2] محمد 47 : 31 . [3] معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج 5 : 16 .
145
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 145