نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 57
وكيف كان فقد اتضح اتضاح الشمس في رابعة النهار أنه لا يصدق ( من عنده علم الكتاب ) على من أسلم من علماء أهل الكتاب ، فلم يبق إلا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ، من نزولها في شأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وجريانها في الأئمة من بعده من ذريته ، فإنهم المعصومون المطهرون [1] العالمون بالكتاب كله ، ظاهره وباطنه ، تأويله وتنزيله ، محكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه . وأما توهم أن المراد به الله تعالى والعطف تفسيري - كما نسب إلى بعض - [2] ففي غاية البرودة والسخافة ، بل لم يعهد العطف التفسيري مع الفصل بين المتعاطفين ، كما في المقام ولو كان الأمر كذلك لوجب تأخير ( شهيدا بيني وبينكم ) عنه . وما حكي عن الزجاج من أنه يدل عليه قراءة : ومن عنده بكسر الميم والدال [3] ، غلط ، لأن الآية على هذه القراءة - على فرض صحتها - إنما تدل على أن علم الكتاب إنما يكون موهبة من قبله تعالى شأنه لمن وهبه ، فلا ينافي ما دلت عليه الروايات من أن الموهوب له هو مولانا أمير المؤمنين ، والأئمة المعصومون من ذريته ، بل يوافقه ويلائمه . نعم لو قرأ : ( وعنده علم الكتاب ) بإسقاط ( من ) رأسا ، لكان لما ذكره وجه في الجملة . فإن قلت : المنكر للأصل وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم منكر للفرع وهو الوصي
[1] عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون ، معصومون ) ينابيع المودة ص 425 طبعة إسلامبول . [2] مجمع البيان 6 / 301 . [3] مجمع البيان 6 / 301 .
57
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 57