نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 124
الاختصاص وعدم استحقاق غيره التقدم عليه . قلت أولا : من جملة منازل هارون من موسى الخلافة عنه بلا فضل ، فيدل على الاختصاص ، وعدم استحقاق غيره التقدم عليه . وثانيا : إن هذا الحديث الشريف يدل على استخلافه صلى الله عليه وآله وسلم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كما استخلف موسى هارون فثبتت خلافته عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالنص ، ولم يعارضه نص آخر ، حتى يجوز العدول عنه إلى غيره ، إذ لا نص لهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلافة الخلفاء الثلاثة ، وإنما أثبتوا خلافة الأول بالبيعة ، وخلافة الثاني بنص الأول عليها ، وخلافة الثالث بالشورى التي جعلها الثاني ، والبيعة لا تعارض النص ، قال عز من قائل : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " . [1] فكيف جاز لهم أن يختاروا خليفة بعد نص الرسول على خلافته عنه صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الخلافة عن الرسول لا تكون من أمورهم وشؤونهم ، بل هي من الأمور الراجعة إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا لم يجز لهم الخيرة في أمورهم - بعد قضاء الرسول - فكيف جاز لهم الاختيار في أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد قضائه . وأما أخوته عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي دالة على أنه عليه السلام أقرب الناس شرفا ومنزلة منه صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن هذا شأنه كيف يجوز لغيره التقدم عليه في الخلافة عنه صلى الله عليه وآله وسلم . توضيح ذلك : إن الأخوة في الدين ثابتة بين جميع المؤمنين بقوله