نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 99
ثم إنه - بقرينة ما سيأتي - لا بد أن يكون منبعا من منابع العلم ، ومصدرا من مصادر الحكمة ، لأن الأنبياء لا يورثون للأمة دراهم أو دنانير ، وإنما يورثون لهم العلم والحكمة . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر [1] . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : الثقلين : بينهما فيما سيأتي من كلامه بأنهما الكتاب والعترة . قال ابن حجر : سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعترته - وهي الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين ، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن العلوم اللدنية ، والأسرار والحكم العلية ، والأحكام الشرعية . ولذا حث صلى الله عليه وسلم على الاقتداء والتمسك بهم ، والتعلم منهم ، وقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت . وقيل : سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما [2] . قلت : وهذا المعنى للثقلين ذكره أرباب المعاجم اللغوية ، ومنهم ابن منظور في لسان العرب ، وابن الأثير في النهاية ، والهروي في غريب الحديث ، وغيرهم . قال ابن منظور : قال ثعلب : سميا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل ، قال : وأصل الثقل أن العرب تقول لكل شئ نفيس خطير مصون : ثقل . فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما [3] .
[1] أخرجه البخاري في صحيحه 1 / 27 ، سنن الترمذي 5 / 49 ، سنن أبي داود 3 / 317 ، سنن ابن ماجة 1 / 81 ، سنن الدارمي 1 / 98 ، مسند أحمد 5 / 196 ، صحيح ابن حبان 1 / 289 ، مشكل الآثار 1 / 429 ، شرح السنة 1 / 276 وغيرهم . [2] الصواعق المحرقة ، ص 151 ، 2 / 442 ( ط محققة ) . [3] لسان العرب 11 / 88 مادة ( ثقل ) .
99
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 99