نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 79
وعنه ( عليه السلام ) قال : " إن لموضع قبر الحسين ( عليه السلام ) حرمة معلومة من عرفها واستجار بها أجير ، ثم قال وقبره منذ يوم دخل روضة من رياض الجنة ، ومنها يعرج فيه بأعمال زواره ( عليه السلام ) إلى السماء ، وليس ملك ولا نبي في السماوات إلا ويسألون الله أن يأذن لهم لزيارة الحسين ( عليه السلام ) ففوج ينزل وفوج يعرج " [1] . نستلخص من الروايات المذكورة فضل موضع قبر الحسين ( عليه السلام ) الذي أطلق على هذا الموضع بالحائر ، وقد حدد الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) موضع الحائر وحث شيعته على زيارته منذ انقراض دولة بني أمية ، وزوال الخوف الذي كان يراود الشيعة في زمن دولتهم ، وقبل أن ينحرف بنو العباس عن نهج الثورة التي بواسطتها أسقط النظام الأموي عام 132 ه وفي أثناء تلك الفترة أزداد التشيع بشكل ملحوظ ، وأخذت الشيعة تتطلع إلى زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) بعدما أدى أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) دورا فعالا في توجيههم نحو القيم والمثل العليا التي يتحلون بها ، ومنها الادمان على زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ، وكان للإمام الصادق ( عليه السلام ) دور بارز في هذا المجال ، وقد قام بتحديد أبعاد الحائر الحسيني كما جاء في رواية ابن قولويه ، عنه ( عليه السلام ) قال : " قبر الحسين ( عليه السلام ) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة " [2] . إذن حدد الإمام أبعاد الحائر المقدس في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني من الهجرة ، وبناء على ذلك فإن تحديد الحائر يرجع إلى عهد أول بناء وضع حول المشهد المقدس كما جاء في تحديد محمد بن أحمد بن إدريس الحلي للحائر ، فقال : " المراد من الحائر ما دار سور المشهد والمسجد عليه ، لأن ذلك هو الحائر حقيقة ، لأن الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن الذي يحار فيه