نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 33
مرات ، فتهيبنا رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن نسأله ، فوثب الحسين على ظهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فبكى فقال له : بأبي وأمي ما يبكيك ؟ قال : يا أبت رأيتك تصنع شيئا ما رأيتك تصنع مثله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا بني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر مثله قط ، وإن حبيبي جبريل أتاني وأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فأحزنني ذلك ودعوت الله لكم بالخيرة [1] . لكن على الرغم من تحذيرات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمته ، ووصاياه المتكررة على التمسك بولاية أهل بيته ، كيف خلفوه فيهم ؟ لقد قتلوهم شر قتلة ، وجهدوا في وضع الأحاديث الكاذبة في حقهم . لكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يدرك تلك الحقيقة وما تؤول إليه عاقبة أهل بيته ، فكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مدة حياته يبدو الحزن والكآبة في أساريره ، فكان منغص العيش يسر الزفرة ، ويخفي الحسرة ، ويجرع الغصة . . مهما وجد جوا صافيا يعالج لوعة فؤاده ، ويطفي لهفة قلبه ، ويخمد ثائرة الحزن بأن يضم أحدا من أهله إلى صدره ، ويشمه ويقبله ، ساكبا عبرته ، باكي العينين ، وفي لسانه ما يتسلى به خاطره . فتراه يلتزم عليا سيد عترته وابن عمه وأبا ولده في قارعة الطريق ويقبله ويكرر قوله : بأبي الوحيد الشهيد . كما أخبرت بذلك السيدة عائشة أم المؤمنين فيما أخرجه عنها الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده ، وأخذه عنه جمع من الأعلام . وأخرج الحفاظ بأسانيدهم الصحيحة عن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي ( رضي الله عنه ) في حيطان المدينة ، فمررنا بحديقة فقال علي ( رضي الله عنه ) : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! فقال : حديقتك في الجنة أحسن منها . ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ، ثم بكى حتى علا بكاؤه . قيل : ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور