responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب    جلد : 1  صفحه : 140


وفي رواية عن أبي عبد الله الباقطاني ، قال : ضمني عبيد الله بن خاقان إلى هارون المصري ، وكان قائدا من قواد السلطان أكتب له ، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض ، حتى يديه ورجليه كانا كذلك ، وكان وجهه أسود شديد السواد ، كأنه القير ، وكان يتقيأ مع ذلك مدة نتنة ، قال : فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه فأبى أن يخبرني ، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه ، فقعدت فسألته فرأيته كأنه يحب أن يكتم علي ، فضمنت له الكتمان .
فحدثني ، قال : وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين ( عليه السلام ) وإجراء الماء عليه فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام ، فقال : لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين ، فلما أصبحنا جاءوا يستحثوني في المسير فسرت معهم حتى وافينا كربلاء ، وفعلنا ما أمرنا به فرأيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المنام ، فقال : ألم أمرك أن لا تخرج معهم ؟ ولا تفعل فعلهم ؟ فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا ، ثم لطمني وتفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما ترى وجسمي على حالته الأولى " [1] .
لقد انهار عرش المتوكل بين ليلة وضحاها ، وكل محاولاته في طمس آثار القبر باءت بالفشل ، وبقي قبر الحسين ( عليه السلام ) شامخا يتحدى الزمن بما حمله من ويلات ومحن ، وظل منذ الوهلة الأولى غرة في جبين الدهر ، وقد عبر محمد بن أبي طالب صاحب تسلية المجالس عن هذا المعنى بقوله : " كم راموا إخفاء منارها ، وإطفاء أنوارها ، وإعفاء آثارها ، وإهلاك زوارها ، وتخريب عامرها ، وإدحاض مآثرها ، وتتبعوا زعمائها ، وأخفوا معالمها ، ودرسوا قبورها ، وطمسوا مشهورها ، وجعلوها لسوامعهم مرتعا ، ولحرثهم مزرعا ، ولم يتركوا لها علما مشهورا ،



[1] أنظر : أمالي 1 : 335 ، بحار الأنوار 45 : 395 ، العوالم 17 : 725 .

140

نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست