نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 104
غداة قول لي بالقصر قولا * أتتركنا وتزمع بانطلاق فلو فلق التلهف قلب حي * لهم اليوم قلبي بانفلاق فقد فاز الأولى نصروا حسينا * وخاب الآخرون أولوا النفاق ثم زاره الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري في 20 / صفر ، والتقى بالإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) في هذا المكان [1] . كما زاره التوابين وهم في طريقهم إلى عين الوردة ، للتصدي لقوات عبيد الله بن زياد ، فلما وصلوا إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) صاحوا صيحة واحدة ، فما رأى باكيا أكثر من ذلك اليوم ، وجعلوا يدورون حول القبر مستغفرين نادمين : " اللهم إنا خذلنا ابن بنت نبيك ، وقد أسأنا وأخطأنا ، فاغفر لنا ما قد قضى من ذنوبنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " [2] . حتى بلغ الحماس أشده ، فانطلقت الألسن تمجد الحسين وتلعن قاتليه ، فهب رجل منهم يدعى وهب بن زمعة الجعفي فوقف على القبر باكيا ثم قال : " والله لقد جعله الأعداء للسيل عرضا ، وللسباع طمعا ، فلله يوم الحسين ، لقد تمادروا منه يوم وافوه ذا وفاء وصبر وعفاف وبأس وشدة وأمانة ونجدة ، ابن أول المؤمنين وبنت نبي رب العالمين ، قلت حماته وكثرت عداته ، فويل للقائل ، وملامة للخاذل ، إن الله تبارك وتعالى لم يجعل للقاتل حجة ، ولا للخاذل معذرة ، إلا أن ينصح الله في التوبة فيجاهد الفاسقين ، فعسى الله عند ذلك أن يقبل التوبة ويقيل العثرة " ثم أنشأ يقول :