نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 61
وتمنع من هو منها كالقطب من الرحى ، دون نشر مثل هذه الأحاديث التي بيّنت أحقيّة الإمام علي وأولاده بالخلافة والإمامة من بعده ، ومن هنا نستطيع الوقوف على جواب تساؤل طالما أشار إليه جملة من أعلام السنّة المتقدّمين ، وردّدته بعض الأقلام المعاصرة ، وهو أنّه لو كانت الخلافة والإمامة لعلي وأولاده من الأمور التي أكّدها وركز عليها النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) فلماذا أصيبت بمثل هذه الضبابيّة والإبهام ، وصارت منشأ للنقض والإبرام . الجواب : هو أنّ السلطات الحاكمة وأجهزتها الإعلاميّة كانت تعمل بكلّ ما وسعها من أجل طمس الحقائق التي لا ترتضيها ، ولا تصب في مصالحها ، كما نجد ذلك واضحاً بالنسبة إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهو أقرب الصحابة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علماً وعملاً ، حيث سُنَّ لعنه وشتمه على منابر المسلمين ولعشرات السنين ، ولم يمر على رحلة الرسول الأعظم ، إلاّ ثلاثين عاماً ، فإذا كان بمقدور هذه الأجهزة كتمان الحقيقة وتشويهها ، وإيصال الأمّة إلى هذا المستوى من الجهل بأقرب الصحابة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإنّ بإمكانها
61
نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 61