نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 51
وأصرح من ذلك روايته الأخرى ، عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يزال الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ، قال : وحرّك إصبعيه يلويهما هكذا » [1] . الخصوصيّة الرابعة : أنّ هذه الروايات جميعاً أكّدت أنّ هؤلاء الخلفاء من قريش ، بالإضافة إلى أنّ هناك عدداً كبيراً من الروايات ذكرت خصائص أخرى لهؤلاء الخلفاء والأئمّة ، إلاّ أنّها لم تأتِ في مصادر التراث السنّي ، ولعلّنا نوفّق للإشارة إليها بعد ذلك . لكن يبقى هناك تساؤل ملفت للنظر ، هو أنّه بحسب الروايات التي وردت في الصحاح والمسانيد السنيّة ، أنّ الأمّة سكتت ولم تستوضح من النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) مَنْ هم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر ؟ خصوصاً وأنّ النبي الأعظم ، في مواضع متفرّقة وأماكن مختلفة كان يؤكّد هذه الحقيقة ، بالنحو الذي لم تدع مجالاً للمحقّق المنصف ، أن يشكك في مضمون هذه الروايات ، وإن حاول ابن تيميّة التشكيك في ذلك كما هي عادته في مثل هذه المواضع ، حيث قال بعد قول العلاّمة الحلّي في « منهاج الكرامة » ( ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين ) : « فهذا حق ، وذلك