نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 28
المقام . عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في حديث مطوّل يقول فيه : « وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيّاً وليس بإمام حتّى قال الله * ( إِنّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) * » [1] . وهذه الإمامة التي ثبتت لإبراهيم ( عليه السلام ) طلبها لذريّته من بعده ، حيث قال : * ( وَمِن ذرّيّتي ) * وقد استجاب الحقّ سبحانه دعاءه ، ولكن لم يجعلها في الظالمين من ذريّته ، وإنّما في غيرهم . يقول الرازي في ذيل هذه الآية : « وقوله : * ( وَمِن ذريّتي ) * طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى ، فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة ، ليكون الجواب مطابقاً للسؤال ، فتصير الآية كأنّه تعالى قال : ( لا ينال الإمامة الظالمين ، وكل عاص فإنّه ظالم لنفسه ) فكانت الآية دالّة على ما قلناه . فإن قيل : ظاهر الآية يقتضي انتفاء كونهم ظالمين ظاهراً وباطناً ، ولا يصح ذلك في الأئمّة والقضاة . قلنا : أمّا الشيعة ، فيستدلّون بهذه الآية على صحّة قولهم في وجوب العصمة ظاهراً وباطناً . وأمّا نحن فنقول : مقتضى الآية