نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 17
الإمام الصادق ( عليه السلام ) : فكيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور ؟ قال ( عليه السلام ) : « كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » [1] يشير إلى حقيقتين أساسيّتين : الأولى : أنّ الانتفاع به لا يختص بعالم التشريع والاعتبار ، بل يتجاوز ذلك إلى عالم التكوين . الثانية : أنّ هذا الأمر غير محسوس ومرئي للناس ، بل يرتبط بعالم الغيب لا نشأة الشهادة . وتأسيساً على ما تقدّم فنحن نعتقد أنّه لا يمكن الوقوف على فلسفة ما اشترطناه في الإمامة من العصمة والنص والديمومة والعلم الخاص ، إلاّ إذا أدركنا المهام والمسؤوليّات التي أنيطت بدور الإمامة والخلافة في النظريّة القرآنيّة . وخصوصاً ما نصطلح عليه ب « الدور الوجودي » للإمام ( عليه السلام ) ، وهو غير « الدور التشريعي » و « القيادة السياسيّة » و « القدوة الصالحة » . بل إن صحّ التعبير فإنّ هذه الأدوار إنّما هي ثمرات ذلك الأصل الذي عبّر عنه القرآن الكريم ب « الشجرة الطيّبة » التي * ( أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ ربّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمثال