نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 101
فإن قيل : لِم لا يجوز أن يقال : إن المراد بقوله : * ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) * أي كونوا على طريقة الصادقين ، كما أن الرجل إذا قال لولده : كن معه الصالحين ، لا يفيد إلا ذلك . سلمنا ذلك ، لكن نقول : إن هذا الأمر كان موجوداً في زمان الرسول فقط ، فكان هذا أمراً بالكون مع الرسول ، فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة . والجواب عن الأول : إن قوله * ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) * أمر بموافقه الصادقين ، ونهي عن مفارقتهم ، وذلك مشروط بوجود الصادقين . وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . فدلّت هذه الآية على وجود الصادقين . وقوله : إنه محمول على أن يكونوا على طريقة الصادقين ، فنقول : إنه عدول عن الظاهر من غير دليل . قوله : هذا الأمر مختص بزمان رسول الله عليه الصلاة والسلام : قلنا : هذا باطل لوجوه : الأول : أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد ( عليه الصلاة والسلام ) أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهه إلى المكلفين إلى قيام القيامة ، فكان الأمر في هذا التكليف كذلك . والثاني : أن الصيغة تتناول الأوقات كلها بدليل صحة
101
نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 101