نام کتاب : مختصر أخبار شعراء الشيعة نویسنده : المرزباني الخراساني جلد : 1 صفحه : 7
نعي الإسلام والمسلمين ، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ، فيا ليت أمي لم تلدني ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ، إلى أن حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها ، وأنا متوقف ثم رأيت إن ترك ذلك لا يجدي نفعا فنقول : هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقت الأيام والليالي عن مثلها وعمت الخلائق وخصت المسلمين فلو قال قائل : إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها " . أما موقف الزحف المخيف من التراث الفكري ، فكان أشد وأنكى فقد أمر بتلك التلال الفكرية والذخائر النفيسة من كتب بغداد فبنى منها جسرا على نهر دجلة اجتازه جنوده وما تبقى أحرق حرقا ، فدمرت معها ثقافة ستة قرون كاملة جمعت في بغداد سواء في ذلك خزائن الكتب العامة والخاصة ، فأحرقوا جانبا منها وطرحوا بعضها الآخر في نهر دجلة فسد مجراه ، وزعم بعض المؤرخين أن المغول أو التتر فعلوا ذلك انتقاما مما فعله المسلمون في أول الفتح العربي بكتب الفرس وعلومهم . . . وذهب آخرون أن هولاكو ابتنى بتلك الكتب إسطبلات الخيول وطاولات المعالف عوضا عن الطين ، فقد أباد مكتبات بغداد وأتلفها عن بكرة أبيها كمكتبة بيت الحكمة ، ومكتبة المدرسة النظامية ، ومكتبة المدرس المستنصرية ، وخزانة الدار الخليفية وغيرها من مكتبات الأمراء والوزراء والأعيان وأرباب المحابر . وهنا يقف شاعرها تقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر ويسيل دموعه من مآقيها في قصيدة طويلة يشعر من فيها مشاهد الزحف المخيف وصوره المريعة فيقول : لسائل الدمع عن بغداد أخبار * فما وقوفك والأحباب قد ساروا
( 1 ) الكامل في التاريخ 9 : 329 . ( 2 ) خزائن الكتب العربية 3 : 1014 . ( 3 ) فوات الوفيات 1 : 21 .
7
نام کتاب : مختصر أخبار شعراء الشيعة نویسنده : المرزباني الخراساني جلد : 1 صفحه : 7