responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 531


أكانت العبرة بالفتوح ، ورسول الله وهو مدبرها أم الانتصارات ، وهو مقررها بالروح التي أودعها في القلوب والإيمان الذي أقره عند الكروب والحروب والشجاعة التي بعثها في النفوس ، والطاعة التي أمكنها في الرؤوس ، ذهبت كلها هدرا وتبددت شذرا ومذرا .
فقد إئتمن الخائن ، وعاد بعد انهزامه الشائن وقد مات الزعيم فأداروها لماضيها القديم ، ناكثين بيعة الغدير وخليفته الأمين البصير ، ناكث يوليها لناكث ويدبرها بعده لقاسط ، وقاسط يودعها لقاسط ويستأثر بها مارق ، بين منافقين كفروا بعد إيمانهم ، ومتظاهرين بالدين قولهم عن السلام والوئام ، وعملهم محشو بالعداء والخصام جمعوا حولهم مشركين ، أسلموا مكرهين فاعلنوا الهدنة ، وأبطنوا الحرب والفتنة يثيرهم منافقوا أهل الكتاب ، ويتابعهم مردة الغباوة والجهل من كل مارق مشين ، متكالبين على تمزيق هذا الدين ماحقين أعلامه غاصبين أمناءه وخدامه ، مدنسين مقدساته ومشوهين محسناته ، فالكلام صفة المتكلم ، والعمل صفة العامل ، والقرين يعرف بقرينه ، والمدبر يعرف بأمينه ومعينه ، والحاصل نتاج العامل ، والثمر نتاج الشاتل مما عمل وشتل ، فلا يرجى من الحنظل عنبا ، ولا من الشوك رطبا ، فالثعلب يولد ثعلبا ماكرا والهزبر هزبرا كاسرا ، والصل صلا نقيع سمه ، والنحل شهدا شهيا أكله وطعمه ، ومن خبث لا يخرج إلا نكدا ، ومن حادد الله ورسوله فلا ترجو له رشدا .
فأي سيرة يا معاوية وسبيل سلكتم ، وأي كتاب وسنة اتبعتم ، وأنت وأبوك وقومك رأس الشرك والأحزاب ، وألد أعداء الإسلام في الجاهلية ، وأنتم المنافقون بعد إكراهكم ، فأنتم أشد بلية ، اعترفت لمحمد بن أبي بكر بالحقيقة ، وأعلنت له الصواب وطريقه ، فاتبعت من اعترفت بشطه عن الصراط المستقيم ، وسرت بها منذ البداية في لواء من أغواه الشيطان الرجيم ، تشد أزره ، وتزيد

531

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست