ولماذا أدخل إذن طلحة والزبير أإكراما لأبي بكر أم عائشة باعتبار طلحة ابن عم عائشة والزبير صهره ؟ أم أراد خلق أنداد جدد إلى علي ( عليه السلام ) ليوم مثل يوم الجمل ؟ نعود لعبد الرحمن ، صهر عثمان الزهري الأب الأموي الأم ، هذا الصحابي المنافق الظالم للأمة الإسلامية العارف المتجاهر والمبطن للكفر المتجاهر بالصلاح ، والذي مدحه عمر بدينه وذمه بضعفه بالرأي ، هذا الصحابي الذي عرف فيه عمر تصلبه الجاهلي لآل أمية وطمعه بعثمان عساه أن يحابيه بالخلافة ، إن هو حاباه بها ، وعلمه بعلي ( عليه السلام ) وعدله وعلمه وتقواه وسبقه في الإسلام ، وقربه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك عدا نص الله عليه في كتابه ونص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليه وإن كان قد نسي لطول الأمل فقد ذكره بذلك على نفسه والصحابة الآخرين ، ولكن هيهات وألف هيهات وقد بانت النتائج فقد جاء عليا ( عليه السلام ) وقال أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ، ويقول علي ( عليه السلام ) : أقبل بكتاب الله وسنة رسوله . فمن أين جاء عبد الرحمن بالثالثة ، فإن كانت في الكتاب أو السنة ، فقد نال بهما ، وإن لم تكونا فهي غير مرضية وبدعة ، هذا المنافق قبل عثمان لأنه وافقه على البدع وما قصد بسيرة الشيخين إلا الاستبداد بالأمة ، وإحالة الخلافة محاباة له كما حابى أبو بكر عمر . حتى إذا بايعه وأثرى على حساب ذلك مما أغدق عليه عثمان من بيت مال المسلمين ، كما مر ، وخزن الذهب والفضة . هذا عبد الرحمن بن عوف الذي ظل يمتص هو وسعد وطلحة والزبير مع آل أمية بيوت مال المسلمين ويكنزون الأموال ، نراه ينقلب على عثمان ويطلب حربه مع علي ( عليه السلام ) وقد ذكره علي بخيبة الأمل فخسر الدنيا والآخرة ، وسرعان ما صدقت الآية ( 67 ) من سورة الزخرف : * ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا