قلبا بدينه ، وما هي إلا إرادته وحده وله بذلك تهيئة السبل لخلافة ابن عمه علي الذي أبقاه عنده . وعندها اتخذنا مرضه خير ذريعة لتباطئنا ، بيد رغم مرضه كان حاد النظر ، قوي العزيمة ، ويوم اجتمعنا عنده دعى دواة وبياض ليحرر العهد كتابة لابن عمه ، وهل يخفى على عمر وهو يترقب الفرصة والموت يحدق بمحمد ولا ملمس في شفائه ، وإن قدر أن شفي فلنا مرضه ذريعة ، والعذر عنده شريعة . فقلت : عندنا كتاب الله يكفينا ، فأصر ، ووجدت ذلك لا يجدي فقلت : إن الرجل يهجر ، ويهذي ، وبهذه قطعت عليه أي كتابة وحديث يدلي به لابن عمه ، وأن أدلى فلم يصدر إلا عن هذر وهجر ، فلا عبرة بقوله ، وأيد قولي جماعتي ، وتخاصمنا ، ولم نخرج إلا وقد قطعنا عليه هذا السبيل ، وقلت لو شاء الله وصدق محمد لتحقق قوله ، ولكن وجدت أن قولي تحقق ؟ فكانت تلك أول انتصاراتي ، وهنا زاد شكي بمحمد ، إذ لو كانت أقواله وأفعاله من الله لتحققت رغم اعتراضاتي [1] .
[1] الآية ( 111 ) من سورة الأنعام : * ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ) * . والآية ( 112 ) منها : * ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) * . والآية ( 113 ) منها : * ( ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه ويقترفوا ما هم مقترفون ) * . والآية ( 135 ) منها : * ( قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ) * . والآية ( 148 ) منها : * ( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وأنتم إلا تخرصون ) * . سورة النساء ( 81 ) : * ( ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ) * . والآية ( 145 ) منها : * ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) * . والآية ( 115 ) منها : * ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) * .