responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 312


لأن ابن عباس من الهاشميين المنكوبين منذ عهد السقيفة والشورى ، ويعرف إجماع الأمة على خلع عثمان ، أخص أجمع المهاجرين والأنصار ، ولم يكن ابن عباس لهذه الدرجة من الغباوة التي يسكت تجاه موبقات عثمان في عبثه بالمال ، وتسليط فجرة الأمويين على رقاب الناس قهرا .
ويرى ابن عباس كيف أن عثمان يتهم جميع الأمة بالكفر والخروج على ولايته المزعومة ، وكم مرة تاب عثمان ونكث وهو يترقب هذه المرة الضربة القاضية على أيدي المتظلمين ، الطالبين اعتزاله ، والجميع يعلمون أنه مخادع ، والعاقل لا يلدغ من حجر مرتين .
وهاك وصف ابن عباس لعثمان لما سأله سائل عنه فقال : لقد ألهته نومته عن يقظته ، وهو أشد الضعف الذي يمكن أن يوصف به الخليفة .
أخرج أبو عمر في الاستيعاب أن ناسا جاءوا ابن عباس يسألونه قائلين :
جئناك نسألك ، فقال : سلوا عما شئتم . فقالوا : أي رجل كان أبو بكر : فقال كالخير كله ، على حدة كانت فيه . قالوا : فأي رجل كان عمر ؟ قال : كان كالطائر الحذر الذي يظن أن له في كل طريق شركا . قالوا : فأي رجل كان عثمان ؟ قال : رجل ألهته نومته عن يقظته . قالوا : فأي رجل كان علي ؟ قال : كان ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان يظن أن لا يمد يده إلى شئ إلا ناله ، فما مد يده إلى شئ فناله .
وحقا لم ينتبه عثمان من نومته ولا وعي من غفلته أو كاد حتى حرفه مستشاروه الأمويون ، وحتى ذلك لا يجوز لخليفة رسول الله هذه الصفة التي اتصف بها عثمان بنظر ابن عباس ، ودل عليه عمله إذ العمل صفة العامل .
وهل يستطيع النائم أن يحكم عقله ، وقد حكم علماء النفس إن النوم يطلق الغرائز من مكمنها لتعمل ما تشاء بعيدة عن سيطرة العقل ، وهذا ما يعنيه ابن عباس

312

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست