وقال ابن الهاشم : إن الصواب أن ما يملكه الزبير من المال كان تسعة وخمسون ألف ألف وثمانمئة ألف [1] . وأيد قوله ابن بطال والقاضي عياض وهم يخطئون البخاري في حسابه . وأضاف ابن سعد في طبقاته [2] : إن الزبير كان يملك في مصر بالإسكندرية وفي الكوفة في كل منها خطط ، وله دور في البصرة ، وله ضياع تفيض عليه الغلاة في أعراض المدينة . وأن الزبير خلف ألف فرس وألف عبد وألف أمة وخططا [3] . فمن أين أتى بهذه الأموال الواسعة ؟ وللمحقق البحاثة إذا ما درس علة نكوث الزبير وطلحة على علي ( عليه السلام ) وعدم مبايعة سعد لعلم إنما هو انقطاع أملهم من المال والمآل في علي ( عليه السلام ) الذي يعرفهم حق المعرفة ، وزاد في الطين بلة يوم نادى علي بأعلى صوته على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد أن بايعه المسلمون أنه سيعيد كل مال خرج من بيت مال المسلمين إسرافا في عهد عثمان ، فكان هذا إعلانا وإيذانا لجميع أولئك الذين كنزوا مثل هذه الأموال . لذا نرى طلحة والزبير وعائشة وآل أمية وأنصارهم وهم أعداء فيما بينهم يتكتلون ضد قوى علي ( عليه السلام ) العادلة الداعية إلى القسط وقطع أيديهم ودابرهم [4] . هبات عثمان لطلحة بن عبد الله : هو ابن عم عائشة المستنكر فعل أبي بكر لاستخلافه عمر ، والمتحامل على
[1] جاء في شرح البخاري وفتح الباري وإرشاد الصاري وعمدة القارئ وشذرات الذهب 1 : 43 . [2] طبقات ابن سعد 3 : 77 ط ليدن . [3] مروج الذهب للمسعودي 1 : 434 . [4] راجع كتابنا الخامس من الموسوعة ( صلات عثمان للزبير ) .