مال المسلمين لا خازن لبني أمية وآل بني معيط [1] . ويتسلم الوليد مفاتيح بيت المال ، ويتجاهر بشرب الخمرة ، ويشربها صباحا ، ويصلي بالناس أربعا ، ويتلو عوض القرآن شعرا [2] ، وعندما يفرغ ، يخاطب المؤتمين به : هل أزيدكم ، ثم يتقيء الخمرة في محرابه . وإذ يشكوه إلى الخليفة يضرب الشكاة وينكب الشهود ، فيهب عليه النساء والرجال من الصحابة وزوجات النبي ، وتحت ضغط الأمة يعزل ويحد [3] . ثم يعود الخليفة يستعمله على صدقات كلب وبلقين ، كأن الأمة خلت من الثقات . ولقد برهن عثمان بولاته وسيرته خروجه صراحة عن نصوص الكتاب وسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بل حتى وسيرة الشيخين التي تعهد بها لعبد الرحمن بن عوف ، وبرهن على قلة ذكائه ، وأنه ألعوبة بيد مروان وآل أمية . ابن أبي سرح : هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، أخو عثمان من الرضاعة ، أموي النشأة والنزعة والسلوك ، مشرك قبل إسلامه ، ومنافق بعده ، أسلم وارتد وافترى على
[1] العقد الفريد 2 : 272 ، وأنساب البلاذري 5 : 30 . [2] ملك القلب الربابا بعدما شابت وشابا [3] الأغاني لأبي الفرج 4 : 178 و 179 و 180 ، والعقد الفريد 2 : 273 ، وصحيح البخاري ، وفتح الباري لابن حجر 7 : 44 ، وصحيح مسلم ، ومسند أحمد 1 : 44 ، وسنن البيهقي 8 : 318 ، وتاريخ اليعقوبي 2 : 942 ، وأسد الغابة 5 : 91 - 92 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ، وتاريخ أبي الفداء ، والإصابة ، والسيرة الحلبية . بيد رغم كل ذلك نرى الخليفة يستعمله على صدقات كلب وبلقين . راجع الوليد في الجزء الخامس من موسوعتنا المحاكمات .