ويضرب فروة بنت أبي قحافة حين مات أبو بكر [1] . كان صبيغا سيد قومه وقد وقع له التباس في متشابه في الكتاب فسأل عنه ، فسمع عمر وأعد له عراجين النخل وأرسل عليه وظل يضربه حتى دمى رأسه . وقيل إنه سأل تأويل مشكل من الكتاب . وقيل سأل عمر معنى والذاريات ذروا فالحاملات وقرا ، وكانت على الرجل ثيابا وعمامة فقام إليه عمر وحسر عن ذراعيه ، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته وأقسم لو وجده محلوقا ضرب رأسه وأمر أن يلبسوه ثيابا ويحملوه على قتب ، وأخرجوه إلى بلاده ، وأمر أن يقوم عليه خطيب ، أن صبيغا ابتغى العلم فأخطأه ، ولم يزل صبيغ وضيعا في قومه حتى هلك ، وكان سيد قومه [2] . أتى عمر رجل يسأله : ما الجوار الكنس ! فطعن الرجل بمخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها من رأسه قائلا له : أحروري ؟ والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لأنحيت القمل من رأسك [3] . وسأله سائل عن * ( فاكهة وأبا ) * [4] ، فأقبل عليه بالدرة [5] . ألم يرد النص في الكتاب في سورة النحل ، الآية ( 43 ) : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * .
[1] شرح النهج 1 : 60 . [2] سنن الدارمي 1 : 54 ، 55 ، وتاريخ ابن عساكر 6 : 384 ، وسيرة عمر لابن الجوزي : 109 ، وتفسير ابن كثير 4 : 242 ، واتقان السيوطي 2 : 5 ، وكنز العمال 1 : 228 و 229 ، والدر المنثور 6 : 111 ، وفتح الباري 8 : 17 ، والفتوحات الإسلامية 2 : 445 ، والأخبار للغزالي الذي قال في عمر : إنه سد باب الكلام ، وضرب صبيغا بالدرة . [3] أخرجه في كنز العمال 1 : 229 ، والدر المنثور 6 : 321 . [4] عبس : 31 . [5] راجع فتح الباري 13 : 230 ، والدر المنثور 6 : 317 .