نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 78
وتخصيص هذه الآيات بما وقع في أفق الحس تخصيص بلا دليل ، ولو كان عمل السلف في هذا المجال حجة فهذا الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد خاض في الإلهيات في خطبه ورسائله وكلماته القصار ، فلا ندري لماذا تحتج سلفية العصر الحاضر والماضي بعمل أهل الحديث من الحنابلة والأشاعرة ، ولا تحتج بفعل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ربيب أحضان النبي ص ، وتلميذه الأول وخليفة المسلمين أجمعين ؟ ! عودة نظرية التعطيل في ثوب جديد لقد عادت نظرية التعطيل في العصر الحاضر بشكل جديد ، وهو أن التحقيق في المسائل الإلهية لا يمكن إلا من خلال مطالعة الطبيعة ، قال محمد فريد وجدي : " بما أن خصومنا يعتمدون على الفلسفة الحسية ، والعلم الطبيعي في الدعوة إلى مذهبهم فنجعلهما عمدتنا في هذه المباحث ، بل لا مناص لنا من الاعتماد عليهما ، لأنهما اللذان أوصلا الإنسان إلى هذه المنصة من العهد الروحاني " . ( 1 ) أقول : لا شك أن القرآن يدعو إلى مطالعة الطبيعة كما مر ، إلا أن الكلام في مدى كفاية النظر في الطبيعة ودراستها في البرهنة على المسائل التي طرحها القرآن الكريم مثل قوله سبحانه : ( ليس كمثله شئ ) . ( 2 ) ( ولله المثل الأعلى ) . ( 3 )