responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 56


ب . التوحيد في الخالقية وقبائح الأفعال ربما يقال الالتزام بعمومية خالقيته تعالى لكل شئ يستلزم إسناد قبائح الأفعال إليه تعالى ، وهذا ينافي تنزهه سبحانه من كل قبح وشين .
والجواب أن للأفعال جهتين ، جهة الثبوت والوجود ، وجهة استنادها إلى فواعلها بالمباشرة ، فعنوان الطاعة والمعصية ينتزع من الجهة الثانية ، وما يستند إلى الله تعالى هي الجهة الأولى ، والأفعال بهذا اللحاظ متصفة بالحسن والجمال ، أي الحسن التكويني .
وبعبارة أخرى : عنوان الحسن والقبح المنطبق على الأفعال الصادرة عن فاعل شاعر مختار ، هو الذي يدركه العقل العملي بلحاظ مطابقة الأفعال لأحكام العقل والشرع وعدمها ، وهذا الحسن والقبح يرجع إلى الفاعل المباشر للفعل .
نعم أصل وجود الفعل - مع قطع النظر عن مقايسته إلى حكم العقل أو الشرع - يستند إلى الله تعالى وينتهي إلى إرادته سبحانه ، والفعل بهذا الاعتبار لا يتصف بالقبح ، فإنه وجود والوجود خير وحسن في حد ذاته .
قال سبحانه :
( الذي أحسن كل شئ خلقه ) . ( 1 ) وقال :
( الله خالق كل شئ ) . ( 2 ) فكل شئ كما أنه مخلوق ، حسن ، فالخلقة والحسن متصاحبان لا ينفك أحدهما عن الآخر أصلا .
وأما الإجابة عن شبهة الجبر على القول بعموم الخالقية فسيوافيك بيانها في الفصل المختص بذلك .


1 . السجدة : 7 . 2 . الزمر : 62 .

56

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست