نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 55
علاقة النفس عن البدن ، وما يسمى بالشر عند وقوع المرض ليس إلا الاختلال الواقع في أجهزة البدن وزوال ما كان موجودا له عند الصحة من التعادل الطبيعي في الأعضاء والأجهزة البدنية . وكذلك سائر الحوادث التي تتصف بالبلية والشرية . ومن المعلوم أن الذي يحتاج إلى الفاعل المفيض هو الوجود ، وأما العدم فليس له حظ من الواقعية حتى يحتاج إلى المبدأ الجاعل . وإلى هذا أشار الحكيم السبزواري في منظومة حكمته : والشر أعدام فكم قد ضل من * يقول باليزدان ثم الأهرمن ( 1 ) وقال العلامة الطباطبائي : إن الشرور إنما تتحقق في الأمور المادية وتستند إلى قصور الاستعدادات على اختلاف مراتبها ، لا إلى إفاضة مبدأ الوجود ، فإن علة العدم عدم ، كما أن علة الوجود وجود . فالذي تعلقت به كلمة الإيجاد والإرادة الإلهية وشمله القضاء بالذات في الأمور التي يقارنها شئ من الشر إنما هو القدر الذي تلبس به من الوجود حسب استعداده ومقدار قابليته ، وأما العدم الذي يقارنه فليس إلا مستندا إلى عدم قابليته وقصور استعداده ، نعم ينسب إليه الجعل والإفاضة بالعرض لمكان نوع من الاتحاد بينه وبين الوجود الذي يقارنه . ( 2 )
1 . المصدر نفسه . 2 . الميزان : 13 / 187 - 188 بتصرف قليل .
55
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 55