نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 495
لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) . ( 1 ) فالغاية من التقية الدينية هي صيانة النفس والعرض والمال ، وذلك في ظروف قاهرة لا يستطيع فيها المؤمن أن يعلن عن موقفه الحق صريحا ، إن التقية سلاح الضعيف في مقابل القوي الغاشم ، سلاح من يبتلي بمن لا يحترم دمه وعرضه وماله ، لا لشئ إلا لأنه لا يتفق في بعض المبادئ والأفكار . فإذا كان هذا معنى التقية ومفهومها ، وكانت هذه غايتها ، فهو أمر فطري يسوق الإنسان إليه قبل كل شئ عقله وتدعو إليه فطرته ، ولأجل ذلك يستعملها كل من ابتلى بالملوك والساسة الذين لا يحترمون شيئا سوى رأيهم وفكرتهم ومطامعهم ولا يترددون عن التنكيل بكل من يعارضهم في ذلك ، من غير فرق بين المسلم - شيعيا كان أم سنيا - ومن هنا يظهر جدوى التقية وعمق فائدتها . التقية في الكتاب العزيز إن التقية من المفاهيم القرآنية التي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى الموارد التي يلجأ فيها المؤمن إلى استخدام هذا المسلك الفطري خلال حياته أثناء الظروف العصيبة ليصون بها نفسه وعرضه وماله ، أو نفس من يمت إليه بصلة وعرضه وماله ، كما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل ( 2 ) وغير ذلك من الموارد ، وإليك بعض الآيات الدالة على مشروعية التقية بالمعنى المتقدم :
1 . المنافقون : 1 . 2 . لاحظ القصص : 20 .
495
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 495