نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 47
- 3 - التوحيد في الخالقية دلت البراهين العقلية على أنه ليس في الكون خالق أصيل إلا الله سبحانه ، وأن الموجودات الإمكانية مخلوقة لله تعالى وما يتبعها من الأفعال والآثار ، حتى الإنسان وما يصدر منه ، مستندة إليه سبحانه بلا مجاز وشائبة عناية ، غاية الأمر أن ما في الكون مخلوق له إما بالمباشرة أو بالتسبيب . وذلك لما عرفت من أنه سبحانه هو الواجب الغني ، وغيره ممكن بالذات ، ولا يعقل أن يكون الممكن غنيا في ذاته وفعله عن الواجب ، فكما أن ذاته قائمة بالله سبحانه ، فهكذا فعله ، وهذا ما يعبر عنه بالتوحيد في الخالقية . ومن عرف الممكن حق المعرفة وإنه الفقير الفاقد لكل شئ في حد ذاته ، يعد المسألة بديهية . هذا ما لدى العقل ، وأما النقل فقد تضافرت النصوص القرآنية على أن الله سبحانه هو الخالق ، ولا خالق سواه . وإليك نماذج من الآيات الواردة في هذا المجال : ( قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ) . ( 1 ) ( الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل ) . ( 2 )
1 . الرعد : 16 . 2 . الزمر : 62 .
47
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 47