نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 448
أقول : لا شك أن النشأة الآخرة ، أكمل من هذه النشأة وأنه لا طريق لتفهيم الإنسان حقائق ذاك العالم وغيوبه المستورة عنا إلا باستخدام الألفاظ التي يستعملها الإنسان في الأمور الحسية ، وعلى ذلك فلا وجه لحمل الميزان على الميزان المتعارف ، خصوصا بعد استعماله في القرآن في غير هذا الميزان المحسوس ، قال سبحانه : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) . ( 1 ) لا معنى لتخصيص الميزان هنا بما توزن به الأثقال ، مع أن الهدف هو قيام الناس بالقسط في جميع شؤونهم العقيدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية . وبذلك يعلم أن تفسير الميزان بالعدل ، أو بالنبي ، أو بالقرآن كلها تفاسير بالمصداق ، فليس للميزان إلا معنى واحد هو ما يوزن به الشئ ، وهو يختلف حسب اختلاف الموزون من كونه جسما أو حرارة أو نورا أو ضغطا أو رطوبة أو غير ذلك ، قال صدر المتألهين : " ميزان كل شئ يكون من جنسه ، فالموازين مختلفة ، والميزان المذكور في القرآن ينبغي أن يحمل على أشرف الموازين ، وهو ميزان يوم الحساب ، كما دل عليه قوله تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) وهو ميزان العلوم وميزان الأعمال القلبية الناشئة من الأعمال البدنية " . ( 2 ) ولسيدنا الأستاذ العلامة الطباطبائي ( قدس سره ) في المقام تحقيق
1 . الحديد : 25 . 2 . الأسفار : 9 / 299 .
448
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 448