نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 425
فإن قلت : إن تعلق النفس المنسوخة إذا كان مقارنا لصلاحية البدن لإفاضة نفس عليه ، يمنع عن إفاضتها عليه ، فلا يلزم اجتماع نفسين في بدن واحد . قلت : إن استعداد المادة البدنية لقبول النفس من واهب الصور يجري مجرى استعداد الجدار لقبول نور الشمس مباشرة وانعكاسا ، فلا يكون أحدهما مانعا عن الآخر ، غير أن اجتماع النفسين في بدن واحد ممتنع عقلا ، والامتناع ناشئ من فرض التناسخ كما لا يخفى . ( 1 ) سؤالان وجوابهما 1 . لو كان التناسخ ممتنعا فكيف وقع المسخ في الأمم السالفة ، كما صرح به الذكر الحكيم ؟ ( 2 ) والجواب : أن محذور التناسخ المحال ، أمران : أحدهما : اجتماع نفسين في بدن واحد . ثانيهما : تراجع النفس الإنسانية من كمالها إلى الحد الذي يناسب بدنها المتعلقة به . والمحذوران منتفيان في المقام ، فإن حقيقة مسخ الأمة المغضوبة والملعونة هي تلبس نفوسهم الخبيثة لباس الخنزير والقرد ، لا تبدل نفوسهم الإنسانية إلى نفوس القردة والخنازير ، قال التفتازاني : " إن المتنازع هو أن النفوس بعد مفارقتها الأبدان ، تتعلق في الدنيا بأبدان أخر للتدبير والتصرف والاكتساب لا أن تتبدل صور الأبدان كما في