نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 367
قلت : ألك قلب ؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به ؟ قال : أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح والحواس . قلت : أوليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ فقال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني : إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك . فقلت له : فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم . قلت : لا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح ؟ قال : نعم . فقلت له : يا أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شك فيه ، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم ، لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟ فسكت ولم يقل لي شيئا . . . ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ، وزال عن مجلسه وما نطق حتى قمت . فضحك أبو عبد الله ( عليه السلام ) وقال : يا هشام من علمك هذا ؟ قلت : شئ أخذته منك وألفته . فقال ( عليه السلام ) : هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى . ( 1 )
1 . الكافي : ج 1 ، كتاب الحجة ، باب الاضطرار إلى الحجة ، الحديث 3 .
367
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 367