نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 29
نفسه ، أشار سبحانه بقوله : ( أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون ) . ( 1 ) وإلى أن الممكن لا يصح أن يكون خالقا لممكن آخر بالأصالة والاستقلال ومن دون الاستناد إلى خالق واجب أشار بقوله : ( أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) . ( 2 ) إجابة عن إشكال قد استشكل على القول بانتهاء الممكنات إلى علة أزلية ليست بمعلول ، بأنه يستلزم تخصيص القاعدة العقلية ، فإن العقل يحكم بأن الشئ لا يتحقق بلا علة . والجواب : أن القاعدة العقلية تختص بالموجودات الإمكانية التي لا تقتضي في ذاتها وجودا ولا عدما ، إذ الحاجة إلى العلة ، ليس من خصائص الموجود بما هو موجود ، بل هي من خصائص الموجود الممكن ، فإنه حيث لا يقتضي في حد ذاته الوجود ولا العدم ، لا بد له من علة توجده ، ويجب انتهاء أمر الإيجاد إلى ما يكون الوجود عين ذاته ولا يحتاج إلى غيره ، لما تقدم من إقامة البرهان على امتناع التسلسل ، فالاشتباه نشأ من الغفلة عن وجه الحاجة إلى العلة وهو الإمكان لا الوجود .
1 . الطور : 35 . 2 . الطور : 36 .
29
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 29