نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 283
" التبليغ يعم القول والفعل ، فإن في الفعل تبليغا ، كما في القول ، فالرسول معصوم عن المعصية باقتراف المحرمات وترك الواجبات الدينية ، لأن في ذلك تبليغا لما يناقض الدين فهو معصوم من فعل المعصية " . ( 1 ) فإن قلت : إن هذا الدليل لا يثبت أزيد من عصمة الأنبياء بعد البعثة . قلت : لو كانت سيرة النبي مخالفة لما هو عليه بعد البعثة لا يحصل الوثوق الكامل به وإن صار إنسانا مثاليا ، فتحقق الغرض الكامل من البعثة رهن عصمته في جميع فترات عمره ، يقول السيد المرتضى في الإجابة عن هذا السؤال : " إنا نعلم أن من نجوز عليه الكفر والكبائر في حال من الأحوال ، وإن تاب منهما . . . لا نسكن إلى قبول قوله كسكوننا إلى من لا نجوز عليه ذلك في حال من الأحوال ولا على وجه من الوجوه . . . فليس إذا تجويز الكبائر قبل النبوة منخفضا عن تجويزها في حال النبوة وناقصا عن رتبته في باب التنفير " . ( 2 ) 2 . التربية رهن عمل المربي إن الهدف العام الذي بعث لأجله الأنبياء هو تزكية الناس وتربيتهم ، ولا شك أن تأثير التربية بالعمل أشد وأعمق وآكد منها عن طريق الوعظ والإرشاد ، وذلك أن التطابق بين مرحلتي القول والعمل هو العامل الرئيسي في إذعان الآخرين بأحقية تعاليم المصلح والمربي ، وهذا الأصل التربوي يجرنا إلى القول بأن التربية الكاملة المتوخاة من بعثة الأنبياء لا تحصل إلا