responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 268


4 . المؤمنون به إن لنفسيات المؤمنين بمدعي النبوة وحواريه ، دلالة خاصة على صدقه فيما يدعيه ، وذلك أن أقرباء المدعي وبطانته إذا آمنوا به ، واتبعوا دعوته ، وبلغوا فيها مراتب عالية من التقوى والورع ، كان هذا دالا على صدق المدعي في ظاهره وباطنه ، وعدم التوائه وكذبه ، لأن الباطن لا يمكن أن يخفى عن الأقرباء والبطانة .
هذه القرائن وما يشابهها إذا اجتمعت في مدعي النبوة ، ودعواه التي يدعيها ، كانت دليلا قاطعا على صدقه ، فإن كل واحدة من القرائن ، وإن كانت قاصرة عن إفادة اليقين ، إلا أنها بمجموعها تفيده .
أول من طرق هذا الباب إن أول من طرق هذا الباب ، وجعل القرائن المفيدة للقطع بصدق المدعي ، دليلا على صحة الدعوى ، هو قيصر الروم ، فإنه عندما كتب إليه النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رسالة يدعوه فيها إلى اعتناق دينه الذي أتى به ، أخذ - بعد استلامه الرسالة - يتأمل في عبارات الرسول ، وكيفية الكتابة ، حتى وقع في نفسه احتمال صدق الدعوى ، فأمر جماعة من حاشيته بالتجول في الشام والبحث عمن يعرف الرسول عن قرب ، ومطلع على أخلاقه وروحياته ، فانتهى البحث إلى العثور على أبي سفيان وعدة كانوا معه في تجارة إلى الشام ، فأحضروا إلى مجلس قيصر ، فطرح عليهم الأسئلة التالية :
* قيصر : كيف نسبه فيكم ؟
- أبو سفيان : محض ، أوسطنا نسبا .
* قيصر : أخبرني ، هل كان أحد من أهل بيته يقول مثل ما يقول ، فهو يتشبه به ؟

268

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست