نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 265
ويظهر من الذكر الحكيم أن السلف من الأنبياء وصفوا النبي الأكرم بشكل واضح ، وأن أهل الكتاب كانوا يعرفون النبي كمعرفتهم لأبنائهم ، قال سبحانه : ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) . ( 1 ) بناء على رجوع الضمير إلى النبي ، المعلوم من القرائن ، لا إلى الكتاب . وقال سبحانه : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ) . ( 2 ) وقد آمن كثير من اليهود والنصارى بنبوة النبي الخاتم في حياته وبعد مماته ، لصراحة التباشير الواردة في العهدين . هذا ، وإن الاعتماد على هذا الطريق في مجال نبوة النبي الخاتم ، في عصرنا هذا ، يتوقف على جمع البشائر الواردة في العهدين وضمها إلى بعضها ، حتى يخرج الإنسان بنتيجة قطعية على أن المراد من النبي المبشر به فيهما هو النبي الخاتم . وقد قام بهذا المجهود لفيف من العلماء وألفوا فيه كتبا ( 3 ) ، وسيوافيك بحثه في النبوة الخاصة ، بإذنه تعالى .
1 . البقرة : 146 . 2 . الأعراف : 157 . 3 . لاحظ منها كتاب " أنيس الأعلام " ، ومؤلفه كان قسيسا محيطا بالعهدين وغيرهما وقد تشرف بالإسلام ، وألف كتبا كثيرة ، منها هذا الكتاب وقد طبع في ستة أجزاء .
265
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 265