نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 264
2 . تنصيص النبي السابق إذا ثبتت نبوة نبي بدلائل مفيدة للعلم بنبوته ، ثم نص هذا النبي على نبوة نبي لاحق يأتي من بعده ، كان ذلك حجة قطعية على نبوة اللاحق ، لا تقل في دلالتها عن المعجزة . وذلك لأن النبي الأول ، إذا ثبتت نبوته ، يثبت كونه معصوما عن الخطأ والزلل ، لا يكذب ولا يسهو ، فإذا قال - والحال هذه - : سيأتي بعدي نبي اسمه كذا ، وأوصافه كذا وكذا ، ثم ادعى النبوة بعده شخص يحمل عين تلك الأوصاف والسمات ، يحصل القطع بنبوته . ولا بد أن يكون الاستدلال بعد كون التنصيص واصلا من طريق قطعي ، وكون الأمارات والسمات واضحة ، منطبقة تمام الانطباق على النبي اللاحق ، وإلا يكون الدليل عقيما غير منتج . ومن هذا الباب تنصيص المسيح على نبوة النبي الخاتم ص ، كما يحكيه سبحانه بقوله : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) . ( 1 )
1 . الصف : 6 .
264
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 264