نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23
هل يمكن أن نعتبر كل هذا التحسب من خواص الخلية البشرية ، وما علاقة هذا بذاك ؟ وللمزيد من التوضيح نأتي بمثال آخر ونقول : إن جملة " أفلاطون كان فيلسوفا " تتكون من ( 17 ) حرفا ، فلو أن أحدا قال : إن لكل حرف من هذه الحروف صوتا خاصا يختص به ، وإن هذا الصوت هو خاصية ذلك الحرف لما قال جزافا . ولكن لو قال بأن هناك وراء صوت كل حرف وخاصيته أمرا آخر وهو التناسق والتناسب والانسجام الذي يؤدي إلى بيان ما يوجد في ذهن المتكلم من المعاني ، هو كون أفلاطون فيلسوفا ، وأن هذا التناسق هو خاصية كل حرف من هذه الحروف ، فقد ارتكب خطأ كبيرا وادعى أمرا سخيفا ، فإن خاصية كل حرف هي صوته الخاص به ولا يستدعي الحرف هذا التناسق ، مع أنه يمكن أن تتشكل وينشأ من هذه الحروف آلاف الأشكال والأنظمة الأخرى غير نظام " أفلاطون كان فيلسوفا " . فإذا لم يصح هذا في جملة صغيرة مركبة من عدة أحرف ذات أصوات مختلفة وخواص متنوعة ، فكيف بالكون والنظام الكوني العام المؤلف من ملايين المواد والخواص والأنظمة الجزئية المتنوعة ؟ ! ثلاثة إشكالات أخرى لهيوم 1 . من أين نثبت أن النظام الموجود فعلا هو النظام الأكمل ، لأنا لم نلاحظ مشابهه حتى نقيس به ؟ 2 . من يدري لعل خالق الكون جرب صنع الكون مرارا حتى اهتدى إلى النظام الفعلي ؟
23
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 23