responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 206


فإذا قلت : سرت من البصرة إلى الكوفة ، فهناك معان اسمية هي السير والبصرة والكوفة ، ومعنى حرفي وهو كون السير مبدوا من البصرة ومنتهيا إلى الكوفة ، فالابتداء والانتهاء المفهومان من كلمتي " من " و " إلى " فاقدان للاستقلال في مجال التصور ، فلا يتصوران مستقلين ومنفكين عن تصور البصرة والكوفة ، وإلا لعاد المعنى الحرفي معنى اسميا ولصار نظير قولنا :
" الابتداء خير من الانتهاء " .
وكذلك فاقدان للاستقلال في مجال الدلالة فلا يدلان على شئ إذا انفكتا عن مدخوليهما ، كما هما فاقدان للاستقلال في مقام التحقق والوجود ، فليس للابتداء الحرفي وجود مستقل منفك عن متعلقه ، كما ليس للانتهاء الحرفي وجود كذلك .
وعلى ضوء ذلك يتبين وزان الوجود الإمكاني الذي به تتجلى الأشياء وتتحقق الماهيات ، فإن وزانه إلى الواجب لا يعدو عن وزان المعنى الحرفي إلى الاسمي ، لأن توصيف الوجود بالإمكان ليس إلا بمعنى قيام وجود الممكن وتعلقه بعلته الموجبة له ، وليس وصف الإمكان خارجا عن هويته وحقيقته ، بل الفقر والربط عين واقعيته ، وإلا فلو كان في حاق الذات غنيا ثم عرض له الفقر يلزم الخلف .
2 . وحدة حقيقة الوجود تلازم عمومية التأثير قد ثبت في الفلسفة الأولى أن سنخ الوجود الواجب والوجود الممكن واحد يجمعهما قدر مشترك وهو الوجود وطرد العدم وما يفيد ذلك ، وأن مفهوم الوجود يطلق عليهما بوضع واحد وبمعنى فارد .
وعلى ضوء هذا الأصل ، إذا كانت الحقيقة في مرتبة من المراتب العالية ذات أثر خاص ، يجب أن يوجد ذلك الأثر في المراتب النازلة ، أخذا

206

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست