نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189
ثم إن القائلين بوجوب اللطف ذكروا له شرطين : الأول : أن لا يكون له حظ في التمكين وحصول القدرة ، إذ العاجز غير مكلف فلا يتصور اللطف في مورده . الثاني : أن لا يبلغ حد الإلجاء ولا يسلب عن المكلف الاختيار ، لئلا ينافي الحكمة في جعل التكليف من ابتلاء العباد وامتحانهم . ومن هنا يتبين وهن ما استدل به القائل بعدم وجوب اللطف ، حيث قال : " لو وجب اللطف على الله تعالى لكان لا يوجد في العالم عاص ، لأنه ما من مكلف إلا وفي مقدور الله تعالى من الألطاف ما لو فعله به لاختار عنده الواجب واجتنب القبيح " . ( 1 ) أقسام اللطف اللطف إما من فعل الله تعالى ، ويجب في حكمته فعله كالبعثة ، وإلا عد تركه نقضا لغرضه كما مر ، أو من فعل المكلف ، وحينئذ فإما أن يكون لطفا في تكليف نفسه ، ويجب في حكمته تعالى أن يعرفه إياه ويوجبه عليه ، وذلك كمتابعة الرسل والاقتداء بهم ، أو في تكليف غيره ، وذلك كتبليغ الرسول الوحي ، ويجب أن يشتمل على مصلحة تعود إلى فاعله ، إذ إيجابه عليه لمصلحة غيره مع خلوه عن مصلحة تعود إليه ظلم وهو عليه تعالى محال . ( 2 )
1 . لاحظ شرح الأصول الخمسة : 523 . 2 . قواعد المرام : 118 ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : 278 .
189
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189