نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 148
وأهل النار في النار ، وذلك لأن في حال استقرار أهل النار في النار قد فعل بها الفاقرة ، وعليه فانتظار النعمة بعد البشارة بها فرح يقتضي نضارة الوجه وليس سببا للغم ، كما أن انتظار العقاب بعد الإنذار بوروده غم عظيم يقتضي بسارة الوجه . ( 1 ) 2 . قوله تعالى حكاية عن موسى ( عليه السلام ) : ( رب أرني أنظر إليك ) . ( 2 ) وجه الاستدلال : إن الرؤية لو لم تكن جائزة لكان سؤال موسى جهلا أو عبثا . ( 3 ) والجواب عنه أن التدبر في مجموع ما ورد من الآيات في القصة يدلنا على أن موسى ( عليه السلام ) ما كان طلب الرؤية إلا لتبكيت قومه عندما طلبوا منه أن يسأله الرؤية لنفسه ، حتى تحل رؤيته لله مكان رؤيتهم ، وذلك بعد ما سألوه أن يريهم الله جهرة لكي يؤمنوا بأن الله كلمه ، فأخذتهم الصاعقة ، فطلب الكليم منه سبحانه أن يحييهم الله تعالى ، حتى يدفع اعتراض قومه عن نفسه إذا رجع إليهم ، فلربما قالوا : إنك لم تكن صادقا في قولك إن الله يكلمك ، ذهبت بهم فقتلتهم ، فعند ذلك أحياهم الله وبعثهم معه ، وإليك الآيات الواردة في القصة : ألف . ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ) . ( 4 ) ب . ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) . ( 5 )