responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 147


والتأمل في الآيتين بمقارنتهما بالآيتين الواقعتين في تلوهما يهدينا إلى أن المراد من النظر في الآية ، هو التوقع والانتظار ، لا الرؤية ، وإليك تنظيم الآيات حسب المقابلة :
1 . ( وجوه يومئذ ناضرة ) .
ويقابلها قوله تعالى :
2 . ( وجوه يومئذ باسرة ) .
3 . ( إلى ربها ناظرة ) .
ويقابلها قوله تعالى :
4 . ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) .
فالفقرتان الأوليتان تصفان الناس يوم القيامة وإنهم على طائفتين :
طائفة مطيعة وهم ذات وجوه ناضرة ، وطائفة عاصية وهم ذات وجوه باسرة ، ثم ذكر لكل منهما وصفا آخر ، فللأولى أنهم ناظرة إلى ربها ، وللثانية إنهم يظنون أن يفعل بهم فاقرة أي يتوقعون أن ينزل عليهم عذاب يكسر فقارهم ويقصم ظهورهم .
فالمقابلة بين الفقرة الثالثة والرابعة تشهد على المراد من الفقرة الثالثة التي مضادة للرابعة ، وبما أن الفقرة الرابعة ظاهرة في أن المراد توقع العصاة العذاب الفاقر ، يكون المراد من الفقرة الثالثة توقع الرحمة والكرم من الله تعالى لا رؤيته تعالى .
ثم إن الرازي ناقش في تفسير النظر في الآية بالانتظار ، بأن الانتظار سبب الغم والآية مسوقة لبيان النعم ، وأجاب عنه المحقق الطوسي ، بأن الظاهر من الآيات ، إن الحالة التي عبر عنها تعالى بقوله : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) متقدمة على حالة استقرار أهل الجنة في الجنة

147

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست