responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 133


وإبراز العقيدة الإسلامية بصورة الإبهام والألغاز كما في هذه النظرية كإبرازها بصورة التشبيه والتجسيم المأثور من اليهودية والنصرانية كما في النظرية الأولى ، لا يجتمع مع موقف الإسلام والقرآن في عرض العقائد على المجتمع الإسلامي .
وممن خالف هذه النظرية منهم أبو حامد الغزالي ، وحاصل ما ذكره في نقدها إن هذه الألفاظ التي تجري في العبارات القرآنية والأحاديث النبوية لها معان ظاهرة وهي الحسية التي نراها ، وهي محالة على الله تعالى ، ومعان أخرى مجازية مشهورة يعرفها العربي من غير تأويل ولا محاولة تفسير ، فإذا سمع اليد في قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن الله خمر آدم بيده ، وإن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمان " فينبغي أن يعلم أن هذه الألفاظ تطلق على معنيين : أحدهما - وهو الوضع الأصلي - : هو عنصر مركب من لحم وعظم وعصب ، وقد يستعار هذا اللفظ ، أعني :
اليد ، لمعنى آخر ليس هذا المعنى بجسم أصلا ، كما يقال :
" البلدة في يد الأمير " .
فإن ذلك مفهوم وإن كان الأمير مقطوع اليد ، فعلى العامي وغير العامي أن يتحقق قطعا ويقينا أن الرسول لم يرد بذلك جسما ، وأن ذلك في حق الله محال ، فإن خطر بباله إن الله جسم مركب من أعضاء فهو عابد صنم ، فإن كل جسم مخلوق وعبادة المخلوق كفر وعبادة الصنم كانت كفرا لأنه مخلوق . ( 1 ) ومنهم أبو زهرة المعاصر فإنه أيضا قدح في هذه النظرية وقال :
" قولهم بأن لله يدا ولكن لا نعرفها " .
" ولله نزولا لكن ليس كنزولنا " الخ .


1 . الجاء العوام .

133

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست