نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 123
كلامه سبحانه حادث أو قديم ؟ من المسائل التي اختلفت فيها كلمات المتكلمين ، مسألة حدوث كلامه تعالى أو قدمه ، ويمكن إرجاع هذه المسألة إلى القرن الثاني وقد يقال أول من قال بكون القرآن مخلوقا هو جعد بن درهم وبقيت في طي الكتمان إلى زمن المأمون ، وإليك دراسة الآراء وتطورها في المسألة : 1 . نظرية أهل الحديث والحنابلة أول من أكد القول بعدم حدوث القرآن وعدم كون كلامه تعالى مخلوقا وأصر عليه ، أهل الحديث ، وفي مقدمتهم " أحمد بن حنبل " فإنه الذي أخذ يروج فكرة عدم خلق القرآن ويدافع عنها بحماس ، متحملا في سبيلها من المشاق ما هو مسطور في زبر التاريخ ، وإليك نص نظريته في هذه المسألة : " والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أن القرآن كلام الله عز وجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق ، فهو أخبث من الأول " . ( 1 ) ثم إنه قد نقل عنه ما يوافق التوقف في المسألة ، ولذلك يرى المحققون أن إمام الحنابلة كان في أوليات حياته يرى البحث حول القرآن بأنه مخلوق أو غير مخلوق ، بدعة ، ولكنه بعدما زالت المحنة وطلب منه
1 . السنة : 49 .
123
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 123